الأربعاء، 19 مايو 2010

هل تعلم أن (مركز ادارة عمليات فرقة الاغتيالات الاسرائيلية) فى مدينة كركوك ؟



لماذا يعود اليهود الى كركوك؟ خبر يمر عاديا في نشرة اخبار اذاعة الشرق هذا الصباح : اليهود الاسرائيليون من اصل عراقي يعودون وبكثافة الى العراق ، ويتمركزون بشكل خاص في كركوك حيث يشترون الاراضي بخمسة اضعاف ثمنها الحقيقي . هذه الفقرة الاستهلالية ، كانت مدخلا لمقال الكاتبة الاردنية ، حياة الحويك عطية ، في جريدة الدستور الاردنية قبل بضعة أيام . ثم طرحت سؤلاً ، بألم بالغ، أحسست بمرارتها ، لماذا كركوك؟ وقبل أن نجيب على سؤالها ، نود أن نشير الى ان الخبر ليس بجديد ، فبعد أحتلال العراق في ٩ نيسان ، أبريل ٢٠٠٣، تدفق مجموعة من عناصر الموساد الاسرائيلي الى العراق ، تحت مسمى شركة الرافدين وشركات وهمية اخرى . بلغ عدد الدفعة الاولى ٩٠٠ جاسوسا ، قامت بتشكيل فرقة خاصة لتنفيذ مهام الاغتيالات لكوادر وشخصيات عراقية ، سياسية وعسكرية واعلامية وعلمية وقضائية طالت ١٠٠٠ عالم ومتخصص عراقي خلال عام واحد . ثم انتقل ٤٥٠ عنصرا منهم من العاصمة بغداد الى مدينة كركوك يقع مركز ادارة عمليات فرقة الاغتيالات الاسرائلية فى مدينة كركوك حاليا فى منزل قريب من مبنى محافظة كركوك وتضم ضمن عناصرها عددا من الأكراد الذين كانت المخابرات المركزية الأمريكية قد نقلتهم من شمال العراق عام١٩٩٦ الى جزيرة غوام
يتحدث معظم أفرادها اللغة العربية باللهجة العراقية بطلاقة اضافة للغة الانجليزية. كثفت الفرقة الاسرائيلية جهودها منذ بداية العام الحالي في شراء الاراضي والدور السكنية والمزارع في كركوك وضواحيها ، فضلا عن استمرارها في تنفيذ عمليات الاغتيالات التي طالت شخصيات سياسية تركمانية وعربية وكردية وقصف المقرات الحزبية للتركمان والاكراد في كركوك ، بهدف اشعال الفتنة العرقية . وما زالت هذه العناصر نشطة في كركوك وبغداد وبابل بالاضافة الى شمال العراق على أية حال , لماذا كركوك؟ تمثل كركوك ذكرى مؤلمة في الذاكرة الجمعية اليهودية ، لعلاقتها المباشر بالسبي البابلي . فبعد أن دمر القائد العراقي نبوخذ نصر دولة اسرائيل الجنوبية عام ٥٧٦ قبل الميلاد ، ساق ٥٠ ألف يهودي أسيرا الى العراق (السبي البابلي) وفي طريق عودة القائد نبوخذ نصر الى بابل مرّ من كركوك ، لوقوعها على الطريق الاستراتيجي للقوافل الصاعدة الى الشمال ، وشمال الغرب (تركيا وسوريا وفلسطين الحالية) ، وهي نفس الطريق الذي سلكها ملك الفرس دارا وجيشه لمحاربة الاسكندر المقدوني في معركة أربائيلو (أربيل الحالية) الذي انتصر فيها أسكندر المقدوني المهم عندما وصل نبوخذ نصر الى منطقة كركوك (التي كانت تسمى في العهد السومري بـ كاركوك ، أي العمل المنظم الشديد) , وجد على الجانب الشرق من نـهر(خاصة صو) الحالية ثلاثة تلال متقاربة نسبيا فسخر الاسرى اليهود لجلب التراب والاحجار من المناطق القريبة منها ، وتكديسها بين تلك التلال على ان يكون البناء بمستوى أعلى تل من بينها ، وهكذا تم تشييد قلعة كركوك . بعد انجاز البناء ، أمر ببناء سرداب في موقع يبعد من الباب الرئيس للقلعة (التي تسمى الان طوب قابو) بحوالي ٣٠٠ مترا. وأحتراما لمكانة الانبياء ، فقد تم بناء مسجد فوق السرداب (مقام الانبياء) في العصر العباسي الاخير، واطلق عليه اسم مسجد نبي دانيال والمعروف بأسمه التركماني دانيال بيغمبر جامعي) وباق لحد الان شاخصا يحكي قصة المدينة ) كان المسجد قبلة الشابات التركمانيات أيام عيدي الفطر والاضحى، ومكان تجمعهن وهن بأحلى زينتهن بقصد التعرف على الامهات اللواتي تبحثن عن عرائس لأبنائهن . كما كان قبلة لليهود القاطنين في كركوك قبل هجرتهم الى فلسطين عام ١٩٥٢. وقد كان اليهود يحتفلون في المسجد يوم عيد كيبور اليهودي الذي يبدأ في ٦ تشرين الاول، أكتوبر بموافقة أمام وخطيب المسجد ، كدليل على التسامح الديني الذي كان سائداً في المدينة . يأتون زرافات من المدن العراقية الاخرى للاحتفال بهذه المناسبة . وكنا حينذاك أطفالا نقف خارج المسجد لنضحك على زلوفهم وملابسهم وهمهماتهم قرب حائط المسجد تبين لنا فيما بعد انها صلاتهم
وكان هناك يوم آخر، يتجمعون فيه خارج المسجد ويبكون قرب جدرانه ، وعندما سألت جدتي ذات يوم لماذا يبكي حزقيل ؟ قالت: يقولون انهم يتذكرون تدمير معبدهم في القدس وسجن النبي دانيال في هذا المكان. هذه هي قصة اليهود مع كركوك ، كما سمعتها من شيوخ مدينتي قبل عدة عقود . ربما تحتاج القصة الى توثيق تاريخي من قبل المختصين في التاريخ والاثار، ولكن مقام الانبياء الثلاثة فى سرداب المسجد ، يشهد على جزء كبير من صواب القصة . هذا هو السبب الاول أما السبب الثاني وكما هو معروف ، فأن هذه المدينة تضم حوالي ٦٠ من الاحتياطي النفطي العراقي ، ويعتبر من أجود انواع النفط الخام في العالم وحسب الخطة التي وضعت في عهد النظام السابق ، فأن أعادة تأهيل المنشاءات النفطية فيها تحتاج الى استثمار ٨ مليارات دولار لكي يرتفع انتاج حقولها الى حدود ٥ ملايين برميل يوميا. وبما أن أبواب السلب والنهب قد فتحت على مصراعيها في العراق بفضل الاحتلال ، فأن الرقم ربما سيرتفع الى ١٦ أو ٢٤ مليار دولار. ولهذا يحاول اليهود من الان شراء أكبر قدر ممكن من الاراضي فيها لتحويلها الى لاس فيجاس الشرق الاوسط . أن المبالغ المرصودة للاستثمار في المنشأءات النفطية في هذه المدينة لا يسيل لها لعاب اليهود فقط وانما يسيل لها لعاب الوحوش أ يضاوأما السبب الثالث هو ان " اسرائيل " قدمت عرضا الى الزعيمين البرزاني والطالباني بحماية الدولة الفيدرالية الكردية من اي خطر سواء من داخل العراق او من تركيا وسوريا وايران . وحسب الخطة الامريكية - الاسرائيلية ، فأن كركوك ستكون عاصمة الدولة الكردية المشبوهة ، لذا فأن التواجد اليهودي فيها أصبحت ضرورة استراتيجية لقربها من تركيا وايران وسوريا لقد بات واضحا ان امريكا غزت العراق من اجل حماية اسرائيل وجعلها القوة العظمى الوحيدة في المنطقة ، وتثبيت اصدقائها على قمة السلطة في بغداد ، وطمس هوية العراق العربية والاسلامية ، وقطع كل صلاته بتاريخه الحضاري العريق ، وتوتير علاقاته مع دول الجوار دون أيلاء أي اعتبار لحقوق الشعب العراقي وقوميات . بعد هذا ليس بنا من حاجة في الدخول في تفاصيل لاتغني ولا تسمن ولا يسمع من به صمم --

الاثنين، 17 مايو 2010

كيف تتنصت المخابرات الإسرائيلية على جوالك الشخصي ؟!



بقلم : د । سمير محمود قديح

باحث في الشئون الأمنية والإستراتيجية


تشهد أعمال التخريب رواجا كبيرا منذ القدم وخاصة على الأجهزة التكنولوجية وقد اشتهر ما يعرف بالتخريب الإلكتروني وأعمال القرصنة والهاكرز واشتهرت هذه العمليات على كافة الأصعدة الدولية واصبحت الحروب الإلكترونية هي اللغة المألوفة لتلك الفئات وبما أن آخر الصيحات في التطور التكنولوجي في العالم هما الجوال والشبكات اللاسلكية فلقد حاول الكثيرون اختراع أساليب وطرق تخريبية। من المعلومات المتداولة في المجالس حول حقيقة التنصت والتجسس والتخريب على جهازك الجوال بإرسال فيروس وخلافه ॥ فهل من الممكن أن يقوم أحدهم بسرقة رقم جوالك واستخدامه ؟ وهل يستطيع أحدهم تخريب جوالك وإيقافه عن العمل؟ هيا لنرَ ॥ خزعبلات أم حقائق ؟وصل الأمر ببعض الأشخاص إلى تخويف الآخرين بالتنصت على هواتفهم الجوالة ومعرفة مكالماتهم وما يدور فيها ॥ بل إن الأمر تعدى ذلك إلى التخويف بسرقة جميع ما تحتويه الشريحة وذاكرة الهاتف الجوال واستخدامها بشكل آخر!؟ فهل هذا ممكن؟وإلى اي حد يمكن لشخص إيذاءك من خلال جوالك؟ هل كل هذه خزعبلات أم شائعات أم حقائق؟ نعم هذه هي الحقيقة فلقد ثبت قطعا بما لا يدع مجالا للشك بأنه لا يمكن بأي حال من الأحوال التنصت على مكالماتك ومعرفة ما يدور فيها من خلال شخص آخر قابع خلف شاشة جهاز حاسب آلي। بمعنى آخر لايستطيع أحد أن يستمع لمكالماتك ومعرفة ما يحتويه هاتفك الجوال إلا بإذن مباشر منك ॥ أي أن تهبه هاتفك الجوال ليعبث فيه। لكن كيف من الممكن تخريب جهازك؟ فهذا حدث من قبل وقد يكون حدث لك شخصيا أو لأحد أصدقائك أو أقربائك ॥ وصلت نتيجة هذا التحقيق إلى أنه لا يمكن تخريب الهاتف الجوال والشريحة الخاصة به عن بعد )أي بدون الحصول على الجهاز باليد( إلا من خلال طريقة وحيدة وهي الرسائل أو SMS وفي بعض أنواع الهواتف الجوالة وليس جميعها । - تفجير الجوال ।يطلق على هذه العملية «رسائل التفجير SMS Bombing وهي معتمدة أصلا على ثغرة موجودة في بعض أنواع أجهزة نوكيا ॥ ويتمكن من خلال هذه الثغرة المخرب من إرسال رسائل ذات رأس Header مكسور لا يتعرف عليها الهاتف الجوال فتتسبب بإغلاقه وانغلاق الشريحة ॥ والحل في السابق لهذه المشكلة هو تغيير الشريحة القديمة بأخرى جديدة من شركة الاتصالات ولكن في الفترة الأخيرة ظهرت بعض البرامج التي يدعي أصحابها أنه من الممكن إعادة عمل الشريحة ويطلق على هذه البرامج اسم Sim Unlocking । - هجوم إغراقي ।هذا نوع آخر من أنواع العمليات التخريبية الممكنة على أجهزة الجوال وتعتمد هذه العملية على شن هجمات إغراقية عن طريق إرسال رسائل SMS كثيرة جدا على الجوال المستهدف بقصد الإزعاج وعلى أسوأ الاحتمالات إصابة الجهاز وليس الشريحة بالخراب ولكن مع تطور أجهزة الجوال مؤخرا أصبحت هذه العملية غير مجدية في بعض الأحيان ولكن عند قيام أكثر من جهة بشن هجوم إغراقي على هدف معين في نفس الوقت قد يتسبب هذا في تعطل جهاز الاتصالات المخصص لتمرير الرسائل للمستخدمين وذلك بسبب أن كمية الرسائل الواردة تفوق قدرة الجهاز على التحمل مما يصيبه بالتوقف। - التهكير الحقيقي .هل سبق وأن تفاجأت بحصول أحدهم على كافة معلومات الشريحة الخاصة بهاتفك الجوال من دون علمك؟ نعم هذا ممكن ولكن في حالة واحدة وهي أن يكون هذا الشخص قد ربط جهازك الجوال بكمبيوتر من خلال كيبل توصيل ونادرا من خلال الأشعة تحت الحمراء Infrared وعند ربط جهازك الجوال من خلال الكيبل حتى لو كان جهازك لا يعمل OFF فإنه باستطاعة هذا المتلاعب تشغيله من دون الحاجة للرقم السري PIN الخاص بك وبعد تشغيله فإن المخرب سيتمكن من سحب كافة معلومات الشريحة وأيضا جميع المعلومات السرية الخاصة بها من أرقام سرية بكافة أنواعها وأيضا بكل تأكيد جميع أرقام الهواتف المخزنة. كل هذه العمليات تتم بإستخدام برامج تعرف باسم Cell Phreacking Phone أو Phreaking كما يتعامل بها البعض.ويعتبر الهاتف الخليوي' بمثابة العميل والجاسوس الأول على صاحبه وهو المتهم الأول في نجاح مخابرات الاحتلال الاسرائيلي في الوصول إلى الشخص المراد تصفيته أو اعتقاله، وذلك عبر تحديد بصمة الصوت للشخص المستهدف. الغريب أن رجال المقاومة الفلسطينية يعتقدون أن سلطات الاحتلال لا يمكنها مراقبة شبكة الجوال الفلسطينية أو أي شركة جوال مستقلة، وأن استخدامهم لأسماء حركية والتحدث بأسلوب الشفرات أو تغيير لهجتهم عند التحدث في الهاتف يكفي لتجاوز مسألة المراقبة، غير أن ذلك لا يكفي في بعض الأحيان. وأفاد أكثر من مواطن فلسطيني اعتقل من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي على الحواجز الإسرائيلية أن المخابرات الصهيونية كانت تهتم بالهاتف النقال ، وتقوم عبر الشريحة التي يحملها الجهاز بإخراج ملخص للمكالمات التي أجراها لأكثر من شهر، بحيث تحتوي على رقم المتصل به ونص الحوار وزمنه والمكان الذي أجريت منه المكالمة، بحيث تصبح هذه المكالمات سيفاً مسلطاً على رقاب المقاومين ودليلاً حياً على إدانتهم في المحاكم الصهيونية. وكشف عدد من الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الصهيونية في دراسة أمنية أعدها أسرى في سجن عسقلان الصهيوني مؤخراً ، أن قوات الاحتلال تمكنت من إحباط العمليات التي كانوا ينوون القيام بها واعتقالهم من خلال كشفها 'بصمات صوتهم ومراقبة اتصالاتهم الهاتفية'، مشيرين إلى أن سلطات الاحتلال عرضت عليهم أثناء التحقيق معهم جميع مكالماتهم التي أجروها .وإذا ما أرادت قوات الاحتلال اعتقال شخص ما فإنها تعمل أولاً على الحصول على بصمة صوته من خلال التنصت على اتصالاته الهاتفية، ثم تستخرج جميع المكالمات التي أجراها سابقاً ولاحقاً، وكذلك التنصت على جميع المكالمات التي يجريها من يتحدثون إليه ويتحدث إليهم، ومن ثم تحديد موقعه حتى لو كان هاتفه الجوال مغلقاً، وترجع قدرة مخابرات الاحتلال الصهيوني على تحديد مكان أي هاتف محمول حتى لو كان مغلقاً لوجود تخزين دائم للكهرباء في الجهاز المحمول ـ ليس تحت تصرف صاحب الهاتف ـ يحافظ على ذاكرة الجهاز وبرمجته॥ مشيرين إلى أنه من خلال موجات كهرومغناطيسية أو إرسال رسائل صوتية معينة يمكن تحديد مكان صاحب الهاتف، سواء كان مفتوحاً أو مغلقاً، حيث يحدث تواصل بين الجهاز ومحطات التقوية والإرسال للشركة مقدمة الخدمة، ومن ثم بالجهاز المراد رصده. وكانت الصحف الإسرائيلية قد كشفت قبل أكثر من عام عن جانب من هذه المعلومات، الأمر الذي أغضب جهاز الأمن العام الصهيوني، ودفعه لمطالبة وزارة العدل بعدم نشر هذه المعلومات بحجة أنها تضر بجهوده في 'مكافحة الإرهاب والإجرام .وأثبتت التحقيقات والدراسات الأمنية التي أجريت مؤخرا على عمليات الاغتيال الأخيرة والموثقة بملفات التحقيق مع المتورطين في عمليات الاغتيال أن الهاتف الخلوي بشكل خاص والاتصالات الهاتفية بشكل عام التي يستخدمها كوادر ورجال المقاومة كانت تخضع كلياً لتنصت المخابرات الإسرائيلية وهو الأمر الذي استطاعت من خلاله أجهزة الأمن الإسرائيلية إفشال العديد من عمليات المقاومة وتصفية أو اغتيال عناصرها قبل تمكنهم من الوصول إلى أهدافهم كما ساعدت وبشكل جوهري في تحديد أماكن المقاومين وتصفيتهم رغم الاحتياطات الأمنية التي دأب المقاومين على إتباعها في تحركاتهم والتي استثنوا منها في كل الحالات الهاتف الخلوي لاعتقادهم أن استخدامهم أسماء حركية أو أرقام غير معروفة كافية لتجنب رصد محتمل للمكالمة من قبل المخابرات الإسرائيلية. وكان مكتب الرئيس عرفات قد انتبه منذ العام 1999 لخطورة الهواتف النقالة وإمكاناتها الهائلة في التنصت على الأحاديث التي تدور في مكاتب الرئيس ياسر عرفات بعد أن وصل الأخير تقريراً سرياً من المخابرات المصرية يؤكد استراق الجانب الإسرائيلي بواسطتها السمع لمعظم الأحاديث الجانبية التي تدور في اجتماعات المجلس الأعلى للأمن القومي والاجتماعات الخاصة مع الوزراء والقادة بعد اختراع شركتي Sckwar&Rode جهازا لصالح المخابرات الألمانية يمكن من خلاله التقاط جميع المحادثات الجارية في محيط أي جهاز نقال حتى ولو كان مغلقاً . حيث تتحول هذه الهواتف إلى أجهزة بث من خلال السيطرة على الكود المشفر لهذه الهواتف حتى في حال إغلاقها يتحول الميكروفون الموجود في الهاتف النقال إلى جهاز يبث كل الأصوات التي يلتقطها في محيطه . وهو الأمر الذي دفع بالرئيس عرفات آنذاك إلى منع إدخال الهواتف النقالة إلى مكتبه، وأمر شركة الاتصالات الفلسطينية بالإسراع في إنجاز شبكة الاتصالات الخلوية الفلسطينية 'جوال' في محاولة للحد من خطر الهواتف الإسرائيلية إلا أن المخابرات الإسرائيلية سرعان ما استطاعت اختراقها هي الأخرى رغم اعتمادها على أحداث تقنية أمنية للاتصالات في العالم والمعرفة ب(جي اس ا .) وكان قد أدى الصراع الخفي بين رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت وبيرتس الى الكشف عن تنصت جهاز المخابرات الاسرائيلي الخارجي (الموساد) على اتصالات الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن). وقالت صحيفة «يديعوت احرونوت» ان اولمرت استخدم معلومات مصنفة «سرية للغاية» تتمثل بتسجيلات صوتية لمكالمات ابو مازن الهاتفية، منها حديثه مع بيرتس، بهدف الاطاحة به.






الاثنين، 19 أبريل 2010

أحلام مستغانمي:بلاد المطربين أوطاني


أحلام مستغانمي:بلاد المطربين أوطاني

وصلتُ إلى بيروت في بداية التسعينات، في توقيت وصول الشاب خالد إلى النجوميّة العالميّة। أُغنية واحدة قذفت به إلى المجد• كانت أغنية دي دي واه شاغلة الناس ليلاً ونهاراً. على موسيقاها تُقام الأعراس، وتُقدَّم عروض الأزياء، وعلى إيقاعها ترقص بيروت ليلاً، وتذهب إلى مشاغلها صباحاً.كنت قادمة لتوِّي من باريس، وفي حوزتي مخطوط "الجسد"، أربعمائة صفحة قضيت أربع سنوات في نحتها جملة جملة، محاوِلة ما استطعت تضمينها نصف قرن من التاريخ النضالي للجزائر، إنقاذاً لماضينا، رغبة في تعريف العالم العربي إلى أمجادنا وأوجاعنا. لكنني ما كنت أُعلن عن هويتي إلاّ ويُجاملني أحدهم قائلاً:آه॥ أنتِ من بلاد الشاب خالد!، واجداً في هذا الرجل الذي يضع قرطاً في أذنه، ويظهر في التلفزيون الفرنسي برفقة كلبه، ولا جواب له عن أي سؤال سوى الضحك الغبيّ، قرابة بمواجعي. وفوراً يصبح السؤال، ما معنى عِبَارة دي دي واه؟ وعندما أعترف بعدم فهمي أنا أيضاً معناها، يتحسَّر سائلي على قَدَر الجزائر، التي بسبب الاستعمار لا تفهم اللغة العربية!وبعد أن أتعبني الجواب عن فزّورة دي دي واه، وقضيت زمناً طويلاً أعتذر للأصدقاء والغرباء وسائقي التاكسي، وعامل محطة البنزين المصري، ومصففة شعري عن جهلي وأُميتي قررت ألاّ أفصح عن هويتي الجزائرية كي أرتاحلم يحزنّي أن مطرباً بكلمتين، أو بالأحرى بأغنية من حرفين، حقق مجداً ومكاسب، لا يحققها أي كاتب عربي نذر عمره للكلمات، بقدر ما أحزنني أنني جئت المشرق في الزمن الخطأ.ففي الخمسينات، كان الجزائري يُنسبُ إلى بلد الأمير عبد القادر، وفي الستينات إلى بلد أحمد بن بلّة وجميلة بو حيرد، وفي السبعينات إلى بلد هواري بومدين والمليون شهيد... اليوم يُنسب العربي إلى مطربيه، وإلى الْمُغنِّي الذي يمثله في ستار أكاديمي... وهكذا، حتى وقت قريب، كنت أتلقّى المدح كجزائرية من قِبَل الذين أحبُّوا الفتاة التي مثلت الجزائر في ستار أكاديمي، وأُواسَى نيابة عنها.... هذا عندما لا يخالني البعض مغربية ويُبدي لي تعاطفه مع صوفياوقبل حرب إسرائيل الأخيرة على لبنان، كنت أتابع بقهر ذات مساء، تلك الرسائل الهابطة المحبطة التي تُبث على قنوات الغناء، عندما حضرني قول ستالين وهو ينادي، من خلال المذياع، الشعب الروسي للمقاومة والنازيون على أبواب موسكو، صائحاً :دافعوا عن وطن بوشكين وتولستويوقلت لنفسي مازحة، لو عاودت إسرائيل اليوم اجتياح لبنان أو غزو مصر، لَمَا وجدنا أمامنا من سبيل لتعبئة الشباب واستنفار مشاعرهم الوطنية، سوى بث نداءات ورسائل على الفضائيات الغنائية، أن دافعوا عن وطن هيفاء وهبي وإليسا ونانسي عجرم ومروى وروبي وأخواتهن.... فلا أرى أسماء غير هذه لشحذ الهمم ولمّ الحشود.وليس واللّه في الأمر نكتة. فمنذ أربع سنوات خرج الأسير المصري محمود السواركة من المعتقلات الإسرائيلية، التي قضى فيها اثنتين وعشرين سنة، حتى استحق لقب أقدم أسير مصري، ولم يجد الرجل أحداً في انتظاره من الجماهير التي ناضل من أجلها، ولا استحق خبر إطلاق سراحه أكثر من مربّع في جريدة، بينما اضطر مسئولو الأمن في مطار القاهرة إلى تهريب نجم ستار أكاديمي محمد عطيّة بعد وقوع جرحى جرّاء تَدَافُع مئات الشبّان والشابّات، الذين ظلُّوا يترددون على المطار مع كل موعد لوصول طائرة من بيروت.في أوطان كانت تُنسب إلى الأبطال، وغَدَت تُنسب إلى الصبيان، قرأنا أنّ الطالب السابق في ستار أكاديمي، ظلَّ لأسابيع لا يمشي إلاّ محاطاً بخمسة حراس لا يفارقونه أبداً.. ربما أخذ الولد مأخذ الجد لقب الزعيم الذي أطلقه زملاؤه عليه!ولقد تعرّفت إلى الغالية المناضلة الكبيرة جميلة بوحيرد في رحلة بين الجزائر وفرنسا، وكانت تسافر على الدرجة الاقتصادية، مُحمَّلة بما تحمله أُمٌّ من مؤونة غذائية لابنها الوحيد، وشعرت بالخجل، لأن مثلها لا يسافر على الدرجة الأُولى، بينما يفاخر فرخ وُلد لتوّه على بلاتوهات ستار أكاديمي، بأنه لا يتنقّل إلاّ بطائرة حكوميّة خاصة، وُضِعَت تحت تصرّفه، لأنه رفع اسم بلده عالياً!ولا حول ولا قوّة إلاّ باللّه.. أواه .. ثمّ أواه .. مازال ثمَّة مَن يسألني عن معنى دي دي واه؟

الأحد، 28 مارس 2010

أزهار الحياة








الكاتبة ودادا الكواري
ارتفع عدد الذكور إلى 18 مليونا بالنسبة للإناث في الصين، الرقم مخيف، وكل ذلك بسبب الإجهاض الانتقائي، فالصينيون يفضلون الذكور لحاجتهم إليهم في العمل الزراعي، وبسبب تحديد النسل، أما الهند فقصة أخرى، البنات عبء على ذويهم، فهم ملزمون بدفع مهور تفوق طاقتهم للرجل الذي سيتقدم لخطبة البنت التي تتحول إلى خادمة في منزل عائلة الزوج، ووسيلة ابتزاز لا تنتهي إلا بنهاية حياتها (بالانتحار غالبا) فكلما احتاج الزوج أو عائلته شيئا، تلفزيونا أو دراجة أو غسالة مثلا، أرسلوها لأهلها، وفي حالة عودتها خالية الوفاض -وهذا يحدث معظم الوقت- تتعرض للضرب أو الحرق، لذا تلجأ النساء الحوامل المقتدرات للكشف مبكرا عن نوع الجنين عن طريق سيارات نصف النقل التي شاهدتها بأم عيني في البلاد الفقيرة، وهي تسير ببطء معلنة عن بضاعتها بأحرف كبيرة على جانبيها وميكروفون بدائي يصرخ به شخص ما، وإلى جانبه سيدة ترتدي ثوبا كان ذات يوم أبيض.. موضحا لمن لا يستطيع القراءة ضآلة السعرالمدفوع للكشف والعملية مقارنة بالعذاب والهمّ مستقبلا إذا ما كان الجنين أنثى، ولقد حذرت الأمم المتحدة من كون تزايد ظاهرة قتل الأجنة الإناث في الهند سيؤدي إلى خلل سكاني، وإلى زيادة العنف الجنسي والانتهاكات ضد الأطفال، إضافة إلى تقاسم الزوجات، وهذا ما حدث في أقاليم كثيرة في الهند، ويطلق على المولودة الأنثى في الهند "الحجارة"، فيقال "فلانة أنجبت عددا كبيرا من الحجارة"، وغالبا ما تهمل الطفلة التي جاءت رغما عن والديها، وتُحْرَمُ من الطعام حتى تموت.. ولكم أن تتصوروا أن عدد الأجنة الإناث الذي يتم التخلص منهن سنويا بلغ خمسة ملايين، خمسة ملايين مولودة.. ياله من رقم.. خمسمائة روبية للتخلص من البنت خير من خمسين ألفا لزوجها، بهذا المنطق تنافس الهند الصين في انخفاض نسبة الإناث، وتنافسها في قتل أزهار الحياة.
لا أجد ما أقوله أمام هذه البشاعة سوى كلمات "جان هنري سان بير" التي كتبها عرفانا وتقديرا للنساء اللواتي أقبلن على شراء روايته "بول وفرجيني"، ورفعن من أسهم الكتاب وكاتبه: أنتن اللاتي وقفتن إلى جانب الرجال، وعملتن على محاربة القسوة والاستعباد والوحشية والتعذيب، وأكرمتن بدموعكن الأبرياء من ضحايا الطغيان، وأيقظتن في الطغاة صوت الضمير، إن طبيعتكن الخيِّرة تكشف لكن بالفطرة عن مواطن البراءة والمجد الحقيقي، أنتن أزهار الحياة ومصدر الحضارة، تؤلِّفن بين الشعوب بالزواج أكثر مما تفعله السياسة بالمعاهدات والأحلاف، أيتها الأمهات والمرضعات، يا من عرفناهن أطفالا، ما أرق محاسنكن.. إن في نظرتكن المتواضعة ما يقلق سفسطة المتفلسفين، ويذكر المتعصبين لأجناسهم بأنهم بشر قبل كل شيء، إن لدموعكن تأثيرا قويا في إزالة الأوهام والأحقاد، ولابتسامتكن قوة على تفنيد الحجج المادية والفساد.







الخميس، 25 مارس 2010

لوحات ساحرة وأعمال راقية في ملتقى الدوحة للخط العربي








كتب محمد فوراتي

شارك 66 خطاطا في ملتقى الدوحة للخط العربي في دورته الاولى التي حملت الكثير من الإبداع والتنوع. وأعلن الفنان عبيد صالح البنكي رئيس لجنة تحكيم مسابقة الملتقى في الخط العربي عن نتائج قائمة الفائزين والمكرمين الذين تسلموا شهاداتهم وجوائزهم بحضور وزير الثقافة القطري حمد بن عبد العزيز الكواري. وقال البنكي ان اللجنة التي تتكون من علي حسن وعلى البداع وسامي بن عامر وعبيد البنكي اجتمعت بين 21 و 23 مارس ونظرت في كل الأعمال المشاركة لمنح ثلاث جوائز رئيسية بالإضافات الى شهادات تقدير. وقد كانت المداولات تقوم على العناصر التالية وهي: جودة واتقان اللوحة وتضمين العناصر الفنية مثل الزخرفة والتاكد من صحة انتساب العمل لخططا نفسه وتوزيع الجوائز بين مختلف الخطوط.
ونظرا لتقارب المستوى بين جميع الأعمال المشاركة والتي كانت كلها تقريبا على مستوى فني وجمالي عال فقد تقرر منح الثلاث جوائز الاولى مناصفة. وكانت النتيجة بعد المداولة كالتالي:
الجائزة الاولى مناصفة بين الفنان صباح الأربيلي في الثلث والنقعي وسيرين عبد الصابر من مصر في خط اللثل. والجائزة الثانية مناصفة بين محمد النوري من العراق وعمر الجمني من تونس في الخط المغربي. والجائزة الثالثة بين مامون يغمور من سوريا وحسام مطر من سوريا في خط التعليق. كما سلم وزير الثقافة والفنون والتراث شهادات التكريم على الفنانين الأربيلي والنوري وكذلك الفنانة وضيفة الشرف رشيدة الديماسي من تونس والفنان هدى فارس مديرة مؤسسة خط بلبنان، ومنح الوزير درعا تكريمية لكل من الفنانين يوسف ذنون وعبد الغني من العراق. كما منحت اللجنة المنظمة درعا تكريمية لوزير الثقافة تقديرا لدعمه واشرافه على الملتقى.
وقد حفل الملتقى بمعرض جميل جمع بين السحر والابداع، وكشفت مشاركة الخطاطين من مختلف الأقطار العربية قدرة فائقة على التنويع والتشكيل والاستفادة من جمال الخط العربي والألوان والزخرفة بشكل يجعل هذا الفن حيا لا يموت وخاصية عربية اسلامية بإمتياز. ويحتل الخط العربي اليوم دور الصدارة بين الفنون الاسلامية، وياتي الأهتمام بالخط العربي نتيجة لاهتمام المؤسسات الداعمة للعودة بالخط العربي لعصره الذهبي الذي أفل منذ الغاء الحرف العربي بعد سقوط الخلافة العثمانية. وقد نزلت عبارات الدعم والحماس من وزير الثقافة بردا وسلاما على الفنانين المشاركين في الملتقى خاصة وانه وعد بأن يظل الاهتمام بهذا الفن قائما في الدوحة بشكل متواصل ومخصوص. ومادامت الدوحة عاصمة لثقافة العرب فقد اعطت لهذا الخط ذا القيمة الرمزية والفنية والحضارية قيمتها التي يستحقها من خلال هذا الملتقى وغيره من المعارض المبرمجة لاحقا. ويعتبر الخط العربي الوسيلة التعبيرية التي دونت علوم العرب والشعر والأدب قبل ظهور الاسلام وتدعم حضوره مع نزول القرآن وشيوع علم التفسير والفقه والحديث. ويأخذ الخط العربي اليوم دلالات تشكيلية وفكرية وثقافية متواشجة مع المفهوم اللغوي، إذ لا يمكن القول بأن فن الخط العربي اليوم هو مجرد فن حرفي يعبر عن تقاليد معينة بل هو مجال من مجالات المشهد التشكيلي العربي وتأصيل للهوية العربية، كما كان التنوع والتعدد في الخط وأشكاله عنصرا ابداعيا كبيرا ومبهرا حتى لفناني العالم الغربي.

الأربعاء، 24 مارس 2010

علي باباجان: نطمح لإقامة شراكة كاملة مع قطر ودول الخليج




قطر أول دولة تستثمر في قطاع الإعلام بتركيا

علي باباجان: نطمح لإقامة شراكة كاملة مع قطر ودول الخليج
جئنا إلى الحكم بدعم الشعب وذلك سرّ نجاحنا الإقتصادي والسياسي
نريد دخول الاتحاد الاوروبي محافظين على ثقافتنا وقيمنا
فعاليات ثقافية وفنية منوعة ضمن فعاليات اسطنبول عاصمة الثقافة الأوروبية 2010

محمد العادل: على العرب استثمار توجه تركيا للمصالحة مع محيطها وتسجيل حضور قوي في المجالات الاقتصادية والإعلامية


اسطنبول - محمد فوراتي

أشاد نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية التركي السيد علي باباجان بعمق العلاقات القطرية التركية وما تشهده من نم وازدهار. وقال باباجان خلال افتتاحه المنتدى الإعلامي الاقتصادي لبلدان الشرق الأوسط وحوض المتوسط أن تركيا تطمح لإقامة علاقة شراكة كاملة مع دول الخليج والدول العربية والاسلامية لما في ذلك من مصلحة أكيدة لشعوب المنطقة. وقال أن تركيا بتاريخها وثقافتها وحضارتها وامتداد جغرافيتها الواسعة تريد بناء علاقات متينة مع جميع الدول وأن هناك إرادة سياسية وشعبية لمدّ جسور التعاون في مختلف المجالات مع الدول العربية.
و شارك في تنظيم هذا المنتدى الإعلامي الضخم كلّ من جمعية المحرّرين الاقتصاديين في تركيا و الجمعية التركية العربية للعلوم و الثقافة والفنون ( تاسكا ) بأنقرة بالتعاون مع عدد من الهيئات الحكومية والأهلية الأخرى في تركيا.
وعن التعاون الاقتصادي بين تركيا والعالم العربي قال باباجان : نحن مهتمون بالعلاقات التركية العربية وكان لنا اجتماعات كثيرة مع أمين عام الجامعة العربية عمر موسى وقد حضرنا العديد من الاجتماعات على مستوى وزراء الخارجية وهناك تفاهمات بين الجانبين، وتعمل تركيا على تفعيل علاقات التعاون مع الأقطار العربية وبما يخدم المصالح الثنائية . وأضاف أن تركيا تولي أهمية كبيرة لمنتدى التعاون التركي العربي الذي تم الإعلان عن تأسيسه مع الجامعة العربية وكذلك منتدى التعاون بين تركيا و دول مجلس التعاون الخليجي ( 6 + 1 ) ، والهادف الى تأسيس عمل مؤسسي منظم للتعاون التركي العربي حتى نؤّمّن له الإستمرارية. وأوضح أن الاقتصاد و الامن متلازمين و أن تركيا تولى أهمية كبيرة لأمنها و أمن دول المنطقة ، مؤكّدا على حاجة المنطقة إلى اصلاحات جذرية على كافة المستويات و المجالات لاسيما السياسية والاقتصادية بما يلبّي طموحات شعوب المنطقة و يؤسس لمستقبل أفضل للأجيال القادمة.
وأشار في محاضرته التي حضرها وفد عن الإعلاميين العرب وسفراء عدد من الدول العربية والإسلامية ورجال أعمال إلى أهمية المشاريع المشتركة بين تركيا والدول العربية، وان هناك أولوية للاستثمارات العربية في تركيا. كما أكد أن الاقتصاد التركي حقق قفزة كبيرة حتى في ظل الأزمة المالية العالمية مبيناً بالأرقام ما حققته حكومة حزب العدالة والتنمية من قفزات في مختلف المجالات ، معتبراً هذه النجاحات نتيجة طبيعية للاصلاحات التي اتخذته حكومته خلال السنوات الأخيرة

استثمارت قطرية

من جهته أكد السيد بيرات ألبيراك المدير العام لمجموعة تشالق القابضة في تصريح للشرق أن جهاز الاسثمار القطري دخل شريكا في ثاني أكبر مجموعة إعلامية بنسبة 25 %، وهي أول شراكة عربية معتبرة في مجال الاستثمار الإعلامي بتركيا، حيث تضم المجموعة عددا كبيرا من المحطات التلفزيونية والراديو بالإضافة إلى الجرائد والمجلات ومن بينها جريدة الصباح كبرى الجرائد اليومية التركية. وأضاف: هناك طموح لتحقيق المزيد من النجاح من خلال مشاريع مستقبلية مع قطر، ومنها مجموعة مشاريع مع أحمد آل سيد وخاصة في انتاج وتوزيع الطاقة، وهناك مفاوضات جارية بشكل جدي مع مجموعة البناء القطرية حول عدد من المناقصات نتمنى كسبها خلال هذه السنة. كما أكد أن مجموعته الضخمة والتي تعمل في النسيج والصناعات والاتصالات و والطاقة والإعلام تطمح إلى مزيد مع التعاون مع المستثمرين القطريين وخاصة في قطاعات الطاقة والاتصالات.
من جانبه دعا الدكتور محمد العـادل رئيس الجمعية التركية العربية للعلوم الثقافة و الفنون ( تاسكا ) المشاركة في تنظيم هذه المنتدى الاعلامي ، الجانب العربي إلى ضرورة استثمار توجه تركيا للمصالحة مع محيطها العربي و الإسلامي والتعاطي مع هذه المرحلة بوعي ومسؤولية للتقدّم بمسيرة التعاون التركي العربي في مختلف القطاعات ، وتسجيل المزيد من الحضور العربي السياسي والاقتصادي والثقافي والإعلامي في الساحة التركية.
كما اوضح السيد تورغاي توركار الأمين العام لجمعية المحرّرين الاقتصاديين الأتراك المشاركة في تنظيم المنتدى أن هذا اللقاء ينظم لأول مرة في تركيا ويهدف من خلال دعوة الوفود الإعلامية من البلدان العربية والاسلامية لشرح المقومات الاقتصادية و مجالات الاستثمار في تركيا بما يساهم في دعم التعاون التركي العربي و تحويله من مجرد تعاون تقليدي الى شراكة اقتصادية استراتيجية دائمة بين الجانبين تعود بالنفع والرخاء على شعوب المنطقة.

اسطنبول عاصمة الثقافة

وقد كشفت الحفاوة البالغة التي استقبل بها تسعة عشر صحفيا من مختلف الدول العربية، ومختلف التصريحات التي أدلى بها المسؤولون الاتراك ورجال الأعمال عن إرادة سياسية قوية في تمتين الصلة بالعالم العربي الإسلامي. ولاحظنا خلال المشاركة في مختلف الإجتماعات التي جمعتنا بكبار المسؤولين الاتراك أن اللغة العربية حاضرة بقوة حيث يتم الحرص على الترجمة الفورية، كما يتقن عدد من المسؤولين التحدث بعربية فصحى، بل أن عدد ليس بالقليل من المواطنين الأتراك ومنهم مثقفون وتجار يتحدثون العربية. وقد اكد لنا الدكتور محمد العادل ان الجمعية العربية التركية التي يرأس مجلس إدارتها لها مشروع طموح لتعليم اللغة العربية في تركيا على نطاق واسع وهو ما سيساعد على تحقيق التكامل الحقيقي والمفيد للجانبين وإعادة تركيا بقوة إلى محيطها العربي الإسلامي. ورغم هذا الحرص الواضح فإن لتركيا أيضا طموحا مماثلا للإنضمام للاتحاد الاوروبي والذي قال عنه باباجان بأنه سيزيد أوروبا قوة كما سيضمن للشعب التركي المزيد من الرفاه والاستقرار.
وقد حرصت الجهات المنظمة لرحلة الصحفيين العرب لتركيا على اطلاعهم عن كثب على برنامج احتفالات اسطنبول عاصمة الثقافة الاوروبية 2010. وخلال لزيارتنا لمقر اللجنة الإعلامية للإحتفالية وجدنا خلية نحل لا تهدأ مواكبة لمئات الفعاليات الفنية والموسيقية والتشكيلية والمسرحية والسينمائية التي تشهدها المدينة التي تحمل طابعاً شرقياً ويسكنها أكثر من 17 مليون نسمة، فهي مدينة آسيوية وشرق أوسطية ومتوسطية ومسلمة أيضا. وبعبارة أخرى فهي مدينة عالمية، تطمح للعب دور الجسر بين الحضارات. وسيتخلل هذه السنة الثقافية 170 حدثاً ثقافياً كبيرا، وأكثر من 500 مشروع تراثي وحضاري، بالإضافة إلى تظاهرات فنية متعددة تعد بالمئات. وبالرغم من البعد الثقافي لهذا الحدث، فإن الحكومة التركية تسعى من خلاله إلى تدعيم دورها وحضورها الأوروبي وقال منسق اللجنة الإعلامية أن جميع الدول الاوربية تشارك في فعاليات هذه السنة الثقافية في مختلف مجالات الفنون، كما سيكون للفنون والثقافة التركية حضور بارز في فعاليات العواصم الثقافية الاوروبية خلال السنوات القادمة، وهو ما يتيح لنا التعريف بحضارتنا وثقافتنا التي تجمع بين انتمائنا الآسيوي والاوروبي والإسلامي.
وكما أكد لنا أعضاء اللجنة الإعلامية للإحتفالية فإن تركيا ترغب من خلال هذا المهرجان الثقافي الضخم والذي يشمل الفن التشكيلي والموسيقى والأدب والرقص والسينما والعروض التراثية، في استغلال هذا الحدث الذي سيمتد لمدة عام كامل؛ لتبرهن على أنها دولة كبرى وعريقة وقوية وقادرة على مواجهة التحديات التي تقف عائقًا بينها وبين الانضمام للاتحاد الأوروبي، حيث أعدت المدينة عناصر الحياة الأربعة، الأرض والهواء والماء والنار، شعارًا للعام الثقافي الحالي. وقسّمت الاحتفالية إلى أربع مراحل، الأولى تمتد حتى 20 مارس المقبل، وتدور حول «الأرض». والثانية تمتد حتى يونيو ومحورها «الهواء»، والثالثة الممتدة حتى 22 سبتمبر شعارها «الماء»، والأخيرة تدور حول «النار» بوصفها أداة للتغيير. وخصصت اللجنة المشرفة على هذا الحدث الثقافي الكبير 120 مليون يورو ( حوالي 180 مليون دولار أمريكي).

معجزة إقتصادية

خلال زيارتنا لمدينة أنقرة العاصمة التي يسكنها أكثر من 14 مليون نسمة لاحظنا أن المدينة تنام باكرا لتبدأ يومها الموالي مع الساعات الأولى للصباح، حيث تمتد مناطق صناعية ضخمة تضم مئات الشركات وآلاف العمال، فالجميع يعمل، والحركة لا تهدأ، ولكن الشوارع تمتلئ فجأة مع آخر ساعات النهار حيث يخرج العمال والطلبة إلى الشوارع التجارية، ثم تعود من جديد المدينة إلى الهدوء.
السيد علي باباجان أكد ان تركيا حققت معجزة إقتصادية حقيقية خلال السنوات الأخيرة، ورغم ما يعيشه العالم من أزمة اقتصادية وما تعيشه جارتها اليونان من معيقات خطيرة، فإن أنقرة حققت نتائج باهرة اعترت بها كل الهيئات المالية الدولية وعلى رأسها صندوق النقد الدولي. فنسبة الدين انخفت والليرة التركية استعادت عافيتها حتى كادت تساوي الدولار الامريكي ونسبة التضخم انخفضت كما بلغت الصادرات التركية 102 مليار دولار في وقت تراجعت التجارة العالمية بشكل كبير في العام 2009. وارتفعت الاستثمارات الخارجية إلى 22 مليار دولار في العام 2007 من مليار دولار في العام 2003. ويضيف باباجان: تركيا سوف تكون من النجوم اللامعة خلال السنوات القادمة، وكل العيون سوف تتجه للشرق. نريد تحقيق وضع مالي مريح دون الاعتماد على المساعدات الخارجية، وبعد 15 عشر سنة سنصل إلى توازن مالي وقد وضعنا برنامج إصلاحات قبل من جميع الجهات العالمية. وأكد أيضا ان نجاح تركيا يسير على مختلف المسارات ففي تركيا اليوم مثلا 400 فضائية و 1400 راديو ومئات الصحف والمجلات. كما توجد لنا صناعة قوية ومنها مثلا الصناعات الحربية، وصناعة السيارات حيث تصنع تركيا كل أنواع السيارات (تويوتا رينو وفورد وغيرها...) محليا بترخيص من الشركات الأصلية، وفي أنقرة وحدها 9 مناطق صناعية احداها فقط تضم 300 شركة وتشغل 20 ألف عامل. أما عن الطاقة فقال: تركيا ليست دولة بترولية، ولكننا نستورد الكثير من البترول والغاز، ومع ذلك أصبحت تركيا ممر عبور مهم للطاقة شمال جنوب وغرب شرق، ولدينا خط عربي مع مصر وآخر مع روسيا وآخر مع إيران والغاز الروسي يأتي عن طريق البحر الأسود، كما تمر ناقلات النفط على مضيف الفوسفور ولنا أكثر من 150 ميناء بحري تلعب دورا هاما في حركة السفن والناقلات.
وعن أسباب هذه النتائج الاقتصادية التي حققتها حكومة العدالة والتنمية قال باباجان: لقد سئلنا عن النجاح منذ فوزنا في انتخابات 2002، وقلنا أن الثقة والاستقرار في أي دولة يأتي بالنجاح، بل هو أساس التنمية الإقتصادية، كما منحنا كل الحرية لشعبنا ولرجال الأعمال وشجعنا المبادرة وانفتحنا على محيطنا، وعبرنا عن استعدادانا للتعاون مع كل الدول. وأضاف: عندما جئنا إلى الحكم بدعم من الشعب ساعدنا ذلك كثيرا في العمل بثقة وأريحية. والاستقرار السياسي الذي حصلنا عليه كان هو الداعم الرئيسي لنجاحنا الاقتصادي.
وعن نتائج المفاوضات مع الاتحاد الاوروبي قال باباجان ان للاتحاد الاوربي شروط معينة ل27 دولة حاليا، ومنها الديمقراطية الحقوق الشخصية والإنسانية والاستقرار، ولدينا خرطية طريق للحصول على هذه العضوية. وقال: أوروبا سوف تزداد قوة بإنضمام تركيا لان وزننا الإقتصادي وما نملكه من ثروات ونجاحات وثروة بشرية يؤهلنا لذلك، كما ان سيادة الشعب عندنا تتيح لنا التعامل بندية مع الاتحاد الاوروبي، والشروط التي وضعها الاتحاد الاوروبي نتوفر عليها الآن بل نحن أفضل على المستوى الاقتصادي والسياسي من عدة دول انضمت فعلا ومنها بلغاريا ورومانيا. وأضاف: في الاتحاد الاوروبي ثقافات مختلفة وقيم متعددة وهو يحترم جميع هذه الاختلافات الثقافية والحضارية ونحن نريد دخول الاتحاد محافظين على قيمنا وثقافتنا، وسوف تكون قوة اختيارنا مساوية لفرنسا وألمانيا وكان هذا أساسا كل تحركنا. وقد أكدنا في عدة مناسبات أن التعامل معنا يجب ان يكون على قدم المساواة مع كل الأعضاء، وخاصة أن ثقلنا السكاني (70% شباب) والاقتصادي ضخم، وربما هذا ما يجعل الاوروبيين مترددين في المفاوضات، فمستوانا أفضل من ثلاث دول هي حاليا اعضاء في الاتحاد. ونحن نقول لهم: لا تخافو لأن تمثيل الاتحاد سوف يكبر بنا ويصبح أقوى على جميع المستويات.
اما عن الاختلاف في وجهات النظر حول عدد من القضايا في منطقة الشرق الأوسط مع دول الاتحاد الاوروبي فقال باباجان: هذا صحيح لنا تفهمنا الخاص لإيران ولبنان وسوريا وموقفنا من حرية الشعب الفلسطيني واضحة، وهو موقف مختلف عن دول اوروبية، ونحن لنا وجهة نظرنا ننقلها كما نؤمن بها، ونسعى لسلام دائم وتفاهم حقيقي بعيدا عن المشاحنات والحروب والدمار.
يذكر أن علي باباجان أصغر وزير في الحكومة التركية وهو من مواليد (9 أكتوبر 1967 - ) ويوصف بمهندس المعجزة الاقتصادية التركية ، قبل أن يتولى وزارة الاقتصاد كان وزيراً للخارجية وذلك بعد إعادة انتخاب رجب طيب أردوغان رئيساً للوزراء وظل وزيراً للخارجية حتى 1 مايو 2009، كما إنه كان المفاوض في ملف انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي. وقبلها كان وزيراً للشؤون الاقتصادية وذلك منذ تسلم حزب العدالة والتنمية للحكم في نوفمبر 2002. ويشغل الآن منصب نائب رئيس الوزراء المكلف بالشؤون الاقتصادية. دخل السياسة في عام 2002 بوصفه أحد المؤسسين لحزب العدالة والتنمية وعضو مجلس الإدارة فيه ، ثم انتخب لمجلس النواب بعد فوزه بمقعد عن مدينة أنقرة في 3 نوفمبر 2002 ، وعين وزير للشؤون الاقتصادية في 18 نوفمبر 2002 ، وكان أصغر عضو في مجلس الوزراء وعمره 35 سنة. وساهم في إصلاح الوضع الاقتصادي في تركيا وحقق الإنتعاش الاقتصادي بعد سنتين من مباشرة عمله بعد سنوات من الأزمات الاقتصادية التي عانتها الدولة.