الخميس، 25 مارس 2010

لوحات ساحرة وأعمال راقية في ملتقى الدوحة للخط العربي








كتب محمد فوراتي

شارك 66 خطاطا في ملتقى الدوحة للخط العربي في دورته الاولى التي حملت الكثير من الإبداع والتنوع. وأعلن الفنان عبيد صالح البنكي رئيس لجنة تحكيم مسابقة الملتقى في الخط العربي عن نتائج قائمة الفائزين والمكرمين الذين تسلموا شهاداتهم وجوائزهم بحضور وزير الثقافة القطري حمد بن عبد العزيز الكواري. وقال البنكي ان اللجنة التي تتكون من علي حسن وعلى البداع وسامي بن عامر وعبيد البنكي اجتمعت بين 21 و 23 مارس ونظرت في كل الأعمال المشاركة لمنح ثلاث جوائز رئيسية بالإضافات الى شهادات تقدير. وقد كانت المداولات تقوم على العناصر التالية وهي: جودة واتقان اللوحة وتضمين العناصر الفنية مثل الزخرفة والتاكد من صحة انتساب العمل لخططا نفسه وتوزيع الجوائز بين مختلف الخطوط.
ونظرا لتقارب المستوى بين جميع الأعمال المشاركة والتي كانت كلها تقريبا على مستوى فني وجمالي عال فقد تقرر منح الثلاث جوائز الاولى مناصفة. وكانت النتيجة بعد المداولة كالتالي:
الجائزة الاولى مناصفة بين الفنان صباح الأربيلي في الثلث والنقعي وسيرين عبد الصابر من مصر في خط اللثل. والجائزة الثانية مناصفة بين محمد النوري من العراق وعمر الجمني من تونس في الخط المغربي. والجائزة الثالثة بين مامون يغمور من سوريا وحسام مطر من سوريا في خط التعليق. كما سلم وزير الثقافة والفنون والتراث شهادات التكريم على الفنانين الأربيلي والنوري وكذلك الفنانة وضيفة الشرف رشيدة الديماسي من تونس والفنان هدى فارس مديرة مؤسسة خط بلبنان، ومنح الوزير درعا تكريمية لكل من الفنانين يوسف ذنون وعبد الغني من العراق. كما منحت اللجنة المنظمة درعا تكريمية لوزير الثقافة تقديرا لدعمه واشرافه على الملتقى.
وقد حفل الملتقى بمعرض جميل جمع بين السحر والابداع، وكشفت مشاركة الخطاطين من مختلف الأقطار العربية قدرة فائقة على التنويع والتشكيل والاستفادة من جمال الخط العربي والألوان والزخرفة بشكل يجعل هذا الفن حيا لا يموت وخاصية عربية اسلامية بإمتياز. ويحتل الخط العربي اليوم دور الصدارة بين الفنون الاسلامية، وياتي الأهتمام بالخط العربي نتيجة لاهتمام المؤسسات الداعمة للعودة بالخط العربي لعصره الذهبي الذي أفل منذ الغاء الحرف العربي بعد سقوط الخلافة العثمانية. وقد نزلت عبارات الدعم والحماس من وزير الثقافة بردا وسلاما على الفنانين المشاركين في الملتقى خاصة وانه وعد بأن يظل الاهتمام بهذا الفن قائما في الدوحة بشكل متواصل ومخصوص. ومادامت الدوحة عاصمة لثقافة العرب فقد اعطت لهذا الخط ذا القيمة الرمزية والفنية والحضارية قيمتها التي يستحقها من خلال هذا الملتقى وغيره من المعارض المبرمجة لاحقا. ويعتبر الخط العربي الوسيلة التعبيرية التي دونت علوم العرب والشعر والأدب قبل ظهور الاسلام وتدعم حضوره مع نزول القرآن وشيوع علم التفسير والفقه والحديث. ويأخذ الخط العربي اليوم دلالات تشكيلية وفكرية وثقافية متواشجة مع المفهوم اللغوي، إذ لا يمكن القول بأن فن الخط العربي اليوم هو مجرد فن حرفي يعبر عن تقاليد معينة بل هو مجال من مجالات المشهد التشكيلي العربي وتأصيل للهوية العربية، كما كان التنوع والتعدد في الخط وأشكاله عنصرا ابداعيا كبيرا ومبهرا حتى لفناني العالم الغربي.

ليست هناك تعليقات: